أربعون عاما بلا مطر – زهراء يوسف

وصلني ملصق إعلاني لحفل توقيع في مكتبة جرير، لرواية أربعون عاما بلا مطر للكاتبة زهراء يوسف، دونت الموعد في المذكرة.. وقصدت المكتبة في يوم الجمعة الموافق ٢٩/١٢/١٤٤٥، تناولت الرواية وطلبت توقيعها .. 

زهراء كاتبة سعودية، من محافظة الأحساء، لها ثلاث إصدارات روائية، وكتاب خواطر .. 

بعد أسبوع أو أقل، فتحت الرواية لأقرأ 

“ويلكم، ماذا فعلتم؟! لقد قتلتم سيدكم، قتلتم الرجل الذي أنقذكم”

فانطبع لدي توقع بأن الرواية تاريخيّة.. 

 دارت الحكاية في قرية التلة، المصابة بلعنة حبست عنها المطر مدة أربعين سنة، وكيف كان محمد الذي وسم بالجنون يحاول أنقاذ هذه القرية المغضوب عليها، والذي كان متيقنا بأن خلاصها سيكون على يد حبيبه وصديقه الغائب نور. 

منذ بداية القصة، ومن قبل الإهداء، يمكن للقارئ تصور و توقع الثقافة والتربية الدينية العالية للكاتبة، وتأثر خطابها ونصوصها وكتابتها بالطابع الديني، ويتضح هذا في العبارات التي توردها، والأدعية التي تضيفها إلى الرواية، وفكرة الشخوص التي أعتقد بأنها مقتبسة من شخوص دينية وتاريخية ولكنها ممزوجة في شخصيات الرواية.

كانت الرواية تتنقل بين الشخصيات، فلا يوجد راوي موحد أو راويين .. بل أمتدت إلى العديد من الشخصيات مما خلق تشتت أو أوجد أخطاء أو سوء فهم ..

مثلا: في رواية محمد في الصفحة ٢١٥-٢١٦ يروي أنه قطع المسافة راكضا، حافيا، راجلا من قرية التلة وحتى القرية التي يسكنها عمران. 

  • في سياق الرواية يفهم أن القرية ليست ببعيدة، وأنه وصلها في ذات اليوم ..

بينما في رواية عاتكة في صفحة ٢٢٥ عندما غادرت القرية تابعة ليث وفي صفحة ٢٣٠ وأخبرها أنهم متجهون إلى قرية عمران … وعادت في صفحة ٢٤٢ تقول بأن الطريق لقرية عمران يستلزم ثلاثة أشهر ونصف .. 

  • في سياق الرواية يفهم بأنهما بعد خروجهما من القرية، توجها إلى قرية عمران، لكن الوقت الزمني كان طويلا، وهما راكبان لا راجلان … ولم يذكر في الرواية أن كان عمران انتقل من قرية إلى أخرى! بل يفهم منها أنه استقر في القرية التي تحصل فيها العلم على يد الشيخ علي.

السردية تفتقر وتفتقد للوصف، وارى أن الوصف جزء أساسي ومهم للتعايش مع أحداث الرواية. فلا القرية موصوف بيوتها أبنيت من طين أم من حجر، طرقاتها ضيقة أم متسعة، وكم تضيق وتتسع؟ هل كانت في قلب الصحراء أم على سفح جبل أم قريبة من واحة؟ كيف كان ترتيب الأسواق، هل كان السوق عبارة عن دكاكين؟ أم بازار مفتوح؟ البضاعة كانت على عربات أم فوق ألواح خشب أو على بساط يفترش أرض السوق؟ ماذا كان يرتدي الناس؟ كيف كانت الروائح؟ ماهي رائحة الاحتفالات؟ أنتبعث منها رائحة بخور أم عرق أو ربما رائحة الخمور اللاذعة؟ لا يوجد وصف للطقس ولأحساس الحرارة والبرودة أو الارتباك … 

كذلك لم أفهم قضية زواج ليث وعاتكة! الرواية على لسان عمران تختلف عن الرواية على لسان وعاتكة… وإن كانت رواية عاتكة هي الأصح فكان من الأجدر شرح ارتباك طفيف في وجه أو تصرف ليث وعاتكة دون إيراد السبب لتشويق القارئ .. 

يحسب للكاتبة نفسها الطويل في الكتابة، رغم أن السردية للأسف تفتقد للتشويق والحركة الديناميكية والوصفية .. وهذا جعل رتم الرواية بطيء جدا …

أعتقد أن زهراء تحتاج إلى توظيف نفسها الطويل في الكتابة، وتخرج عن إطار الكتب التي تقرأها إلى كتب خارج صندوقها، وتفكر مليا في خدع الكتابة وأساليبها التي تجبر القارئ على القراءة متشوقا مثارا فضوله لما سيحدث ..

الفكرة الأساسية للرواية لم تجذبني، شخصيا لا أحب فكرة البطل المنقذ المثالي .. 

تختلط القصة بالعاطفة الدينية، والرومانسية .. 

الرواية جيدة، وأتمنى كل التوفيق للكاتبة .. 

وإلى مزيد من النجاح والإصدارات